المؤرخ عبد الواسع بن يحيى الواسعي (1295-1379هـ/1878-1959م) وكتابـــه (فرجة الهموم والحزن في حوادث تاريخ اليمن) " دراســـة تاريخيــة....تحليلية "
الملخص
يعاني التاريخ اليمني من غياب منهجية وطنية قومية تنتهج علميا في كتابة التاريخ فضلا عن غياب استراتيجية واضحة للدراسات العليا تراعي التنوع في الجيد للمختصين في جوانب الدراسة والبحث إضافة إلى غياب قانون وطني يحسم ملكية الموروث التاريخي والحضاري الوطني أمام المهددات الكثيرة المادية والعلمية.
مما لا شك فيه أن الفترة التاريخية التي عاشها المؤرخ عبدالواسع بن يحيى الواسعي (1295-1379ه /1878 - 1959م)، كان لها أثر بالغ في صقل شخصه كعالم ومؤرخ، وقد تظافرت عدة عوامل أثرت في نتاجه الفكري وفي رفع شأنه كمؤرخ، منها قربه من الأئمة الزيدية -أسرة الإمام يحي بن حميد الدين- وارتباطه المباشر بأركان الدولة كونه أحد المسؤولين فيها من خلال الوظائف التي تقلدها، إذ تدور كلها حول العلم والتعليم، ومن تلك الوظائف أنه عُين مديراً لدار العلوم بصنعاء، لبضع سنوات، تخرج على يديه الرعيل الأول من العلماء، وقد أشار المؤرخ إلى هذه الدار في كتابه هذا، فذكر أن الإمام يحيى أسس في صنعاء داراً للعلماء والمتعلمين، ومن أخذ الشهادة أٌرسل معلماً في إحدى القرى، وقد تخرج منها عدد كبير, كما تولى مؤرخنا عمالة أوقاف زبيد لفترة قصيرة, وقد مثل كتاب"فرجة الهموم والحزن في حوادث تاريخ اليمن" تاريخاً حافلاً لليمن، وعلى وجه الخصوص الفترة التي عاصرها المؤرخ، وعلى الرغم من أن المؤرخ قد دون في كتابه بعضاً من تاريخ اليمن القديم وكذلك الإسلامي، وتاريخ اليمن الحديث،إلا أن التاريخ المعاصر فقد أولاه جل اهتمامه، فقد رسم لنا صورة تكاد تكون واضحة عن المجتمع الصنعاني على وجه الخصوص، وبعضاً من الصور عند بقية المجتمع اليمني بشكل عام، فكان الكتاب مرآة صادقة تعكس عصر المؤرخ، وهو بذلك قد رسم لنا صورة شاملة واضحة لمجريات أحداث تلك الفترة بكل ظروفها، وهي بالتالي تساعد على توضيح وجهات النظر المختلفة مما كان يعمق في النهاية لتطور الأحداث وفي حقيقة الأمر فإن المؤرخ الواسعي يعتبر أحد النماذج البارزة بين مؤرخي عصره وذلك لغزارة مادته التاريخية ولعمق نظرته وتحليلاته .