مقومات النظام التعليمي في الحضارة اليمنية القديمة خلال الفترة من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي

المؤلفون

  • رياض عبدالله عبدالكريم الفرح نائب مدير منتدى المؤرخ محمد حسين الفرح

الملخص

التعليم هو أحد أهم المقومات الحضارية التي عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل وهو أساس التطور والتنمية، حيث يوصف بأنه نشاط إجتماعي يتم فيه نقل المعرفة من المعلم إلى المتعلم، كما أن التعليم هو أحد نتاجات التربية المجتمعية ودراسة مسيرة أو مراحل التعليم التي عرفها الإنسان عبر الحقب الزمنية ومراحل تطوره تأخذنا إلى مفهوم واسع لمعنى التعليم، حيث أن كل مرحلة من مراحل التطور البشري لها سماتها وخصائصها وإحتياجاتها  كذلك، ففي مرحلة الإنسان البدائي الذي عرف حياة القنص والصيد لم يكن في حاجة إلى أكثر من معرفة كيفية تلبية احتياجاته الأساسية وفيها اقتضت التربية على نوع من التعليم هو التعليم بالتقليد ومع انتقاله إلى حياة الزراعة ومعرفة حياة الإستقرار نشأ نوع آخر من التعليم إقتضت فيه الحاجة إلى تربية أفراد المجتمع لتعلم الإنتاج وتعلم صناعة إحتياجاته للمواد التي يستخدمها في حرث الأرض وأدوات الري وتطويرها وهي المرحلة التي كانت فيها الحرف اليدوية هي أساس قيام المجتمع ومع تطور المجتمع ونموه نشأت الحاجة إلى وسيلة للتواصل مع محيطه الواسع ومع المجتمعات الأخرى، وهنا ظهرت الكتابة ومع ظهورها بدأت الحضارة الإنسانية تأخذ ملامحها وأصبحت حياة الإنسان تأخذ جوانب جديدة لم يكن إنسان ما قبل الكتابة يعرفها، وقد عرفت الفترة ما قبل إختراع الكتابة عند الدارسين للتاريخ البشري باسم عصور ما قبل التاريخ واصطلح على تعرف فترة ما بعد ظهور الكتابة باسم الفترة التاريخية والتي تزامنت مع ظهور الفن المعماري وبناء السدود والمعابد والقصور وحركة التجارة والصناعة المتقدمة وغيرها من الملامح، فأصبحت الكتابة في مقدمة إهتمام الإنسان لتدوين معارفه وتوثيق قوانينه التي بموجبها يتم تنظيم المجتمع وعلاقته مع الداخل والخارج، وقد عرفت الحضارات القديمة التي نشأت في بلاد الرافدين ومصر نماذج متقدمة من التربية المجتمعية وأماكن للتعليم تم الكشف عنها من خلال الدراسات والتنقيبات الأثرية، وفي اليمن القديم قامت حضارة بلغت أوج قوتها في مملكة سبأ ومعين وقتبان وأوسان وحضرموت وحمير وهي حضارة لا تقل أهمية عن الحضارات الأخرى المعاصرة في بلاد الرافدين ومصر وما تزال آثارهما باقية في العديد من أرجاء اليمن وتم ذكر مآثرها في كتابات اليونان والرومان و نقوش الحضارات المعاصرة وقد توافقت تلك المعالم الحضارية في اليمن القديم مع تنامي المعرفة والكتابة والنحت والتربية الإجتماعية إذ أن أي نمو حضاري لا بد أن تكون التربية والتعليم هي مفتاحه ومدخله الرئيسي، فليس من المعقول أن تقوم حضارة في اليمن القديم دون أن يكون هناك تعليم متطور يواكب ذلك التقدم ورغبة من الباحث في تسليط الضوء على هذا الموضوع فقد قام بطرح عدة تساؤلات أو فرضيات وتمكنا من الإجابة عليها في سياق هذا البحث

مقومات النظام التعليمي في الحضارة اليمنية القديمة  خلال الفترة من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي

التنزيلات

منشور

2023-06-30