استراتيجية الجزر اليمنية في الوثائق العثمانية
الملخص
لعل الموقع الاستراتيجي لليمن بشكل عام والجزر والسواحل اليمنية بشكل خاص تكتسب أهمية كبيرة لاطلالها على بحرين البحر الأحمر والبحر العربي وعلى مضيق باب المندب وخليج عدن وتحكمها في الطرق التجارية التي تربط الشرق بالغرب وما تتمتع به السواحل والجزر اليمنية الموجودة على البحر الأحمر من ثروات طبيعية وزراعية وحيوانية ومعدنية جعل اليمن محل انظار واطماع الامبراطوريات والدول منذ القدم بحيث سعت كلها لأن يكون لها موضع قدم في هذا الموقع الجغرافي المميز وازدادت أكثر الأطماع الاستعمارية في هذه البقعة من العالم وعلى وجه الخصوص منذ بداية القرن السادس عشر حينما بدأ الأوربيون إرسال مستشرقيهم وجواسيسهم لمعرفة أحوال اليمن والدول المحيطة به ومن ثم إرسال طلاعهم للإحتلال هذه المواقع.
حينها ظهرت الدولة العثمانية قوة مؤثرة على مستوى العالم واحتلت مساحة كبيرة في القارات القديمة الثلاث أسيا وافريقيا وأوربا وسيطرت على الأماكن المقدمة لدى المسلمين الحرمين الشريفين وبيت المقدس. وأدعت تمثيلها للمسلمين كونها تشرف وتسيطر على الأماكن المقدسة لدى المسلمين. هذه السيطرة أعطتها حق تمثيل المسلمين أمام العالم الأخر وحملها أعباء الحماية.
وبذلك أنتقلت مسؤولية حماية المسلمين أرواحهم وأموالهم وأرضهم، إليها في هذا الاثناء وبعد أن ازدادت تطلعات الدول الاستعمارية الغربية لاحتلال الجزر والسواحل اليمنية نظراً للأهمية المختلفة لها اكتشفت تواجدها ووضعت الخطط والإجراءات بضامنة ديمومة بقائها في اليمن، كما سنبين في بحثنا هذا المختصر